3:46 AM

أواخر الشتا

Posted by أمل الكويت

كانت دائماً مختلفة عن بقية بنات جيلها .. كانت تعيش في استقرار نفسي بعيدة عن عواطف المراهقة .. لاتبحث عن شيء .. موجهة بصرها نحو هدفمعين .. وهو حصولها على الشهادة الجامعية .. كانت معتادة أن تذهب الى مكتبة القراءة يومياً بعد انتهاء محاضراتها الجامعية .. تذهب لتمارس هوايتها المفضلة والحيدة على الأرجح .. الا وهي القراءة .. تدخل المكتبة لتقرأ وتزيد حصيلتها الثقافية التي لا بأس بها فقط .. دون اكتراثها بما يجري حولها .. ذات يوم .. على غير عادتها .. لاحظت ان هناك شخصاً ما .. شخص .. ربما يكون مختلف عن الجميع .. شخص .. لايملك نعمة البصر .. يأتي الى المكتبة بحثاً عن شخص يقرأ له كتبه المفضلة .. كم أثر بها هذا المنظر .. وأصبحت تراه كل يوم .. ولكن في يوم ما .. كان لها موعداً من القدر . فوجدت هذا الأعمى وحيداً .. من غير أي مرافق يقرأ له .. لم تتردد الفتاة التي على عتبة العشرين بأن تكون هي القارئة لشخص أعمى يكبرها بأكثر من عشرة سنوات .. فعرضت عليه الأمر .. ولم يمانع بل وافق وبإمتنان .. وكأن الايام كانت تخطط لهم لشيء يجهلونه .. تم التعارف بينهم بسرعة .. لتجده الشخص الذي تشعر براحتها معه .. والذي عندما تكون معه تزداد عجلة عقارب الساعة دون شعور أي منهما .. اصبحت تلتقي به يومياً . في مكانهم المفضل .. وبين عواميد الكتب .. المكان الذي يشعرون به بالدفء .. الدفء .. الذي يهربون اليه من برد الشتاء .. تجلس معه لساعات طويلة .. تقرأ له .. وهو يستمع الى صوتها الناعم .. ولكنتها العربية الفصيحة المتقنة.

كانو جميع الناس بعد إنتهاء اشغالهم يذهبون مباشرة الى بيوتهم .. هرباً من الامطار الغزيرة .. والعواصف الرعدية .. الا هي .. وهو ..ظروف الشتاء لم تمنعهم من ممارسة عادتهم اليومية .. القراْة .. والإستماع .. ولكن .. كان جفاء الشتاء وقسوته اكثر جبروت من أية مرة من قبل .. فقد ازدادت الاحوال الجوية سوءاً .. وتلك التحذيرات المخيفة التي تبث بشكل مكثف على موجات الراديو .. تحذر الناس من الخروج حتى بأقصى الضرورات .. تحث الناس على ملازمة بيوتهم دون الخروج سواء الى الاشغال او الجامعة والمدارس .. حيطة من الاخطار المميتة التي قد تلاقيهم عن خروجهم .. كانت مشغولة البال على (حبيبها؟) .. (نصفها الثاني؟) .. (دفئها؟) .. تفكر .. ما الذي يفعله الآن؟ .. ما هي اخباره؟ كيف هي احواله؟

كانت نبضات قلبها .. وافكار عقلها .. أقوى من كل التحذيرات التي سئمت أذنيها من سماعها .. خرجت .. لتجد الشوارع والطرق خاوية .. لايوجد بها أي صوت بشري .. فقط أصوات الرياح والأمطار .. صوت الرعد .. ذلك الصوت الذي اشبه مايكون بصوت وحش مفترس .. يقتل كل من امامه بلا رحمة .. ذهبت جاهدة .. متحدية كل تلك الوحوش التي تريد النيل منها ومن حياتها .. تحاول أن تصل إلى حبيبها .. حبيبها الذي لا تعلم بماذا يفكر الآن .. يماذا يحلم .. وأخيراً .. وصلت إلى المكتبة .. ولكنها لم تكن كما تعودت ان تراها .. فوجدتها محطمة .. مكسرة .. حطمتها عواصف الشتاء الشديدة .. حطمت كل زجاجها الضعيف .. حطمتها كما حطمت "أمل" الفتاة بإيجاد حبيبها .. فالرجوع إلى منزلها اصبح شبه مستحيل .. وشكل المكتبة التالف لا يوحي بأن هناك كائن حي موجود بداخلها .. أصبحت الفتاة فريسة سهلة للعواصف .. فأفترستها عاصفة قوية ورطمت بها على زجاج المكتبة المتناثر .. على الأرض الصلبة .. فقدت وعيها .. ثم فتحت عينيها .. لتجد ظلاماً دامساً .. ظلام لا تعرف هويته .. فهل هذا ظلام الليل؟ ام هو ظلام الوحدة؟ .. وجاء صوت الطبيب مزيحاً كل هذه التساؤلات .. ويخبرها بصوته الحاد الذي يتخلخله نبرة عطف : للأسف .. قد أصبتي بالعما .. العما؟.. أزمة حبيبها؟ .. هذا هو الظلام الذي يراه؟ نعم .. انها تلك المشكلة التي كانت سبباً لتعرفها عليه .. ماذا تعني هذه المشكلة؟ .. تعني أنها لن ترى ضوء الشمس مجدداً؟ .. لن ترا وجهها الجميل بالمرآة؟ .. لن ترى وجه حبيبها الودود ؟ .. كانت كل الاجوبة لتلك الأسئلة هي .. نعم .. نعم .. نعم

أصبحت وحيدة .. فهي لا تملك شيء عن حبيبها سوى إسمه .. ومكان إلتقائهم المحطم .. وملامحه التي لن تراها بعد اليوم .. والتي لن تنساها .. ولن تستطيع التعرف عليها .. لدرجة انها قد مرت بجانبه في مركز المكفوفين .. ولم تعرف أنها قد مرت بجانب حبيبها .. وهو أيضاً ..
.
.
كنا فأواخر الشتا قبل اللي فات .. زي اليومين دول عشنا مع بعض حكايات
أنا كنت لما احب اتونس معاه .. انا كنت باخد بعضي وأروحلو من سكات
والناس في عز البرد يجرو يستخبو .. وأنا كنت بجري وأخبي نفسي أوام بقلبو
ولحد لما الليل يليل ببقى جنبه .. وأفضل في عز البرد وياه بالساعات
على سهوة ليه الدنيا بعد ماعشمتنا .. وعيشتنا شوية رجعت موتتنا
والدنيا من يوميها ياقلبي عودتنا .. لما بتدي حاجات أوام تاخد حاجات
وسط الشوارع ناس كتيرة مروحين .. والناس ياقلبي هما هما وهو فين
وانا ماشية بتلفت وبسأل كل يوم .. بيعمل أيه دلوقتي وبيحلم بمين؟
على سهوة ليه الدنيا بعد ماعشمتنا .. وعيشتنا شوية رجعت موتتنا

5 comments:

Anonymous said...

روعة روعة يا أمل

اثرتي فيني حيل

والاغنية لايقة عالقصة

احب اواخر الشتا تعور القلب

Anonymous said...

بتجنننننننننننننننننننننننننننننننننن
كتير حزينة وراقية وحلوة
بجد بجد بجد رائعة
احلى ما فيها انو الحب جمع بينهم وانو بيمجمعهم ميول وحتى النهاية حلوة وصياغة القصة حلوة
ابداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع
حسبتها حقيقية بس بنهاية القصة عرفت انها خيالية
بس ابدعتى امووووووول
يعطيك الف عافية

Anonymous said...

مقدمة ولا اروع
قدرتي من خلالها تجذبين القارئ لقراءة القصه حتى النهاية

الافكار جاءت مرتبة و متسلسلة

صياغه القصه كانت بشكل انسيابي جدا


ابدعتي فأحسنتي

الله يعطيج العافيه

تحياتي ..
MouSa

Anonymous said...

مشاالله ابدعتي اموووله

القصه روعه والاسلووب ارووع

انتظر جديدك على احر من الجمر :)

Anonymous said...

على فكره ترا انا miss 123

سووري بس نسيت الباس :$